
الجمعة، 23 يونيو 2023
كتاب العقل الفقهي بين الاطلاق والتاريخية
قراءة مجملة لكتاب ( العقل الفقهي بين الاطلاق و التاريخية)
لسماحة المرجع الديني السيد كمال الحيدري دام ظله
العقل الفقهي بين الإطلاق و التاريخية
نقد قاعدة الإشتراك
#بقلم الشيخ ثامر الابراهيمي (دام توفيقه)
العقل الفقهي : المراد منه إجتهاد الفقهاء في استخراج الأحكام الشرعية من أدلتها .
الإطلاق : الشمول الغير مقيد بتغير الظروف .
التاريخية : نعني به ما يصطلح على النظرية القائلة : إنّ الأحكام و متعلقاتها و الموضوعات و مصاديقها ، في الكثير من المعارف الواردة في النصوص الدينية، خاضعة للظروف المحيطة بها .
قاعدة الإشتراك : إذا ثبت حكم شرعي لمكلف ، سواء كان مخاطباً به أم لا ، و سواء كان بدليل لفظي فيه إطلاق ، أم بدليل لبّي كالإجماع الذي لا إطلاق له؛ فهو شامل لجميع المكلفين في الأزمان و الأحوال .
نقد قاعدة الإشتراك :
هذا الإتجاه يرى أن الأحكام الشرعية مشتركة بين المكلفين حتى مع اختلاف الظروف و الشروط المؤدية إلى تبدل الموضوع .
و يمكن بيان إتجاه آخر بآليات جديدة لتطوير العملية الإجتهادية ، تتلخص بالأصول الآتية :
#الأصل_الأول : ضرورة التمييز بين القاعدة و تطبيقاتها
الأصول و القواعد التي جاء بها الإسلام ، في الأعم الأغلب ثابتة ، و تطبيقات هذه الأصول و القواعد في الأعم الأغلب متغيرة من زمان لآخر .
و هذه هي نظرية : وحدة المفهوم و تعدد المصداق .
#مثلاً /
نظام العقوبات : تطبيقاته متغيرة
نظام الضرائب : تطبيقاته متغيرة
و كما في الزكاة و تأمين البعد المادي ، فقد تكون تطبيقاته في ظرف على الأعيان التسعة في باب الزكاة ، كما سنها رسول الله صلى الله عليه و آله ، و قد تكون في ظرف آخر على غيرها .
و يرى ( العقل الفقهي العام ) أن جعل هذه التطبيقات ثابتة للشريعة ، و لا تقبل التغيير .
لذا وقعوا في عسر عندما تغيرت الظروف التي صدرت فيها ، فلجأوا إلى قواعد للأحكام الولائية ، و منطقة الفراغ و نحوهما .
فالمسؤولية الأساسية للمؤسسات الدينية و الحوزات العلمية و ولاة أمر الأمة، عليهم إيجاد صيغ أخرى و أشكال أخرى لتطبيق القواعد و الأصول .
#الأصل_الثاني : نقد القراءة الرسمية للنصوص الدينية
القراءة الرسمية : أي تفسير النص الديني المتمثل بالآية و الرواية .
سبب النقد :
1- لأنها قراءة تعبر عن فهم علمائي غير مقدس ، و هو جهد بشري قابل للخطأ و الصواب .
2- الظروف الزمكانية الحاكمة على فهم النص الديني من قبل العلماء .
#ملاحظة / النص القرآني مطلق يتجاوز الزمان و المكان .
ما يترتب على ذلك :
يترتب على ذلك ، عدم حجية الإجماعات و الشهرات و الضرورات و المسلمات ؛ إلاّ إذا وافقت الأصول و القواعد المُتَوصَل إليها من خلال الفهم و الإجتهاد في النص الديني ، فتثبت حجيتها .
الإجتهاد المتعارف في القراءة الرسمية :
الإجتهاد المتعارف في القراءة الرسمية لا يمكنه تجاوز – الخطوط الحمر – من مسلمات و ضرورات ، و لا يحق له أن يأتي بكل ما يؤسس لفقه جديد.
فهناك جملة من المسلمات و الأُطر الفقهية التي تُلقيت بالقبول من قبل الفقهاء الأوائل ، و أخذت ( بطريق لا نعرفه ) دون أن يكون عليها دليل صناعي يبرهن عليها ، إلاّ أنها جُعِلت حقائق مأخوذة من يد الشارع المقدس.
و لهذا تكون المسلمات ضرورات في الفقه و لا بد من الإلتزام بها .
أما المنهج الذي أسسنا له في هذه الدراسة ، فإنه يشمل الإجتهاد في الإجماعات و الشهرات و المسلمات و الضرورات ، حتى لو لزم منه تأسيس فقه جديد .
إلاّ أننا لا نتقاطع مع النص الديني ، و أصل الدين ؛ لأنه حاجة أساسية فطرية ، فلا يمكن لأحد أن يستغني عنه .
#الأصل_الثالث : تعدد الفهم و القراءة
تعدد الفهم و تنوع الإجتهاد ، إذا كان ضمن القواعد و الأسس و الضوابط المستدل عليها ، فهي قوة للدين و الفهم الديني .
و النظرة السائدة تتصور أن الإختلاف و تعدد الفهم مدعاة للضعف و ينبغي رفض الإختلاف و التعدد !!
#منشأ_هذه_النظرة :
منشأ هذه النظرة أنهم جعلوا الدين هو فهم العلماء و اجتهاداتهم و مسلماتهم ، و ليس النص الديني .
فمن خالف ( فهم و اجتهاد العلماء ) يُقصى و يحكم بضلال، بل يكفّر ، و هذا ما وصل إليه الفكر الديني في كثير من مساحاته و دوائره المعرفية .
أما وفق ما نتبناه ، فلا مجال للإقصاء و التضليل و التكفير ؛ لأن الإختلاف ليس هو الدين ، و إنما هو الفهم الديني ، الذي لا يمكن لأحد – بلغ ما بلغ من العلم – أن يدعي أنه مالك للحقيقة كاملة .

مكتبة إضاءات
لوريم إيبسوم(Lorem Ipsum) هو ببساطة نص شكلي (بمعنى أن الغاية هي الشكل وليس المحتوى) ويُستخدم في صناعات المطابع ودور النشر. كان لوريم إيبسوم ولايزال المعيار للنص الشكلي منذ القرن الخامس عشر عندما قامت مطبعة مجهولة برص مجموعة من الأحرف بشكل عشوائي أخذتها من نص، لتكوّن كتيّب بمثابة دليل أو مرجع شكلي لهذه الأحرف.
اخر الاخبار
التسميات:
اخر الاخبار
المكان:
895M+H3H، بغداد، العراق
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق